لغز التمساح النيلي بشواطئ الإسكندرية: كشف علمي مثير وتحذير قانوني صارم!

في حادثة نادرة أثارت ذهول المصطافين ورجال الأمن، ظهر تمساح نيلي على شاطئ "أبو تلات" غرب الإسكندرية، ليكشف عن قصة غامضة تتعلق بتهريب الكائنات النادرة وتربيتها بشكل غير قانوني.
وبعد تدخل فوري من الجهات المختصة، تمكّن رجال الحماية المدنية من انتشال التمساح حياً ونقله إلى حديقة الحيوان، فيما تكشف تحقيقات أولية عن خلفية مروعة لظهور هذا الكائن الغريب في مياه البحر المتوسط المالحة.
التفسير العلمي الصادم
كشف الدكتور محمود معاطي محمد، أستاذ مساعد الأحياء البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، في تصريحات حصرية عن الحقائق العلمية المذهلة وراء هذه الحادثة.
وأوضح الدكتور معاطي أن التماسيح النيلية تعيش بشكل طبيعي في الأنهار العذبة مثل بحيرة ناصر ونهر النيل، وأن وجودها في البحر المتوسط يعد "غزوًا أحيائيًا" غير طبيعي قد يسبب اضطرابًا بيئيًا لو استمر، لكن احتمالات بقاء التمساح النيلي في البحر ضعيفة بسبب عدم تأقلمه مع الملوحة وعدم وجود بيئة مناسبة للتكاثر.
تحذير قانوني صارم
في تفسير قانوني صارم للحادثة، أوضح الأستاذ محمد سليمان الحوفي محامي الدولة بالمعهد القومي لعلوم البحار أن "قانون البيئة المصري رقم 9 لسنة 2009 وتعديلاته يُحرم بشكل قاطع حيازة أو الاتجار في الكائنات البرية المحمية، وتصل عقوبة المخالفين إلى الغرامة التي قد تصل إلى مليون جنيه والحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد عن خمس سنوات".
وأضاف الحوفي: "ظهور التمساح النيلي في مياه الإسكندرية يعد مخالفة بيئية جسيمة وجريمة بحق التنوع البيولوجي، حيث أن هذا النوع مدرج في قوائم الكائنات المحمية التي يحظر صيدها أو الاتجار فيها وفقاً للقرارات التنفيذية لجهاز شئون البيئة".
وشدد على أن "التمساح النيلي مصنف ضمن الملحق الأول لاتفاقية السايتس (CITES) التي تحظر الاتجار به دولياً، مما يجعل حيازته أو الاتجار فيه جريمة يعاقب عليها القانون المصري الذي ينفذ هذه الاتفاقيات الدولية".
تهدئة المخاوف: الشواطئ آمنة
على الرغم من غرابة الحادثة، يؤكد المسؤولون أن الشواطئ آمنة وأن فرق الرصد والمراقبة تعمل بشكل مستمر لضمان سلامة الجمهور. وقد أثبتت هذه الحادثة كفاءة الجهود العلمية والمؤسسية في التعامل الفوري مع الظواهر غير الاعتيادية.