العلاقات التركية المصرية: يوم من المشاورات لتعزيز التعاون
الخميس 26 -6-2025 | بقلم : حماده ربيع أبو أذدحمد |
شهدت العلاقات بين مصر وتركيا اليوم، الثلاثاء 24 يونيو 2025، دفعة إيجابية نحو مزيد من التعاون والتنسيق، من خلال جولة مشاورات سياسية مهمة تهدف إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
انعقدت اليوم جولة مشاورات سياسية بين مصر وتركيا بهدف الإعداد لعقد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة برئاسة وزيري الخارجية. هذه المجموعة، التي تمثل آلية جديدة للتعاون الثنائي، تهدف إلى متابعة التطورات في العلاقات بين البلدين ووضع خارطة طريق لتعزيزها في مختلف المجالات. الاجتماع المرتقب لوزيري الخارجية يكتسب أهمية خاصة؛ كونه سيضع الأطر العامة للتعاون المستقبلي ويحدد الأولويات المشتركة.
أحد أبرز الأهداف المعلنة لهذه المشاورات هو زيادة حجم التجارة البينية إلى 15 مليار دولار. هذا الطموح يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التبادل التجاري والاستثمار، والذي يمكن أن يعود بالنفع على اقتصادي البلدين. وفي خطوة عملية لتحقيق هذا الهدف، انطلقت اليوم بعثة تجارية مصرية رفيعة المستوى تضم 20 شركة من قطاع الملابس الجاهزة إلى تركيا. هذه البعثة تهدف إلى استكشاف فرص جديدة للتصدير والاستثمار، وتعزيز الشراكات بين الشركات المصرية والتركية في هذا القطاع الحيوي.
تأتي هذه التطورات في إطار مسار تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، والذي شهد تقدمًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة بعد سنوات من التوتر. فبعد فترة من التباعد الدبلوماسي، بدأت الجهود المكثفة لاستعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، مدفوعة بالمصالح المشتركة والرغبة في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
إن التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي يمثلان حجر الزاوية في بناء علاقات قوية ومستدامة. فالمشروعات المشتركة، وزيادة الاستثمارات، وتسهيل حركة التجارة، كلها عوامل تسهم في خلق بيئة إيجابية للعلاقات الثنائية وتجاوز أي خلافات سابقة.
في الختام، يُعد اليوم علامة فارقة في مسار العلاقات التركية المصرية. فالمشاورات السياسية وخطوات تعزيز التعاون الاقتصادي تشير إلى رغبة جدية من الجانبين في بناء جسور قوية من الشراكة. هذا التوجه الإيجابي لا يخدم مصالح البلدين فحسب، بل يمكن أن يسهم أيضًا في تعزيز الاستقرار والتعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.