الزئير المصري.. سيد النيل يهشم مخططات العبيد على حدود رفح
الخميس 21-8-2025 بقلم / محمد سليمان الحوفي- الباحث فى الشئون الدولية
من أعماق التاريخ، من حضارة شيدت الأهرامات ونحتت أبو الهول، تعلو اليوم صفارة الإنذار. إنها مصر، الأم الجبارة، التي تواجه مرة أخرى أحفاد أولئك الذين عرفوا طعم العبودية في أرضها، والذين ما زالت عقدة الخوف من السيد المصري تمزق وجدانهم. ها هم اليوم يحاولون الثأر من تاريخهم بأدوات الحرب والتهجير، لكنهم يصطدمون بجدار من صلب.. جدار العزة المصرية.
الرفض.. صفعة مصرية في وجه سادة الحرب الجدد
لم تكن "لا" المصرية مجرد رد دبلوماسي، بل كانت صفعة مدوية على طاولة المستعمرين الجدد. لقد قدموا لها مقترحاتهم المسمومة مغلفة بغلاف "إنساني".. مناطق عازلة؟ مشاريع إيواء؟ هي نفسها الأدوات القديمة لتصفية قضية شعب وطرد أهل الأرض من أرضهم. لكن مصر، التي تعرف حيل التاريخ أكثر من غيرها، **حطمت هذه الأكذوبة** بمطرقة الرفض القاطع. لقد فهمت أن "التهجير المؤقت" هو أول سطر في فصل "الاستيطان الأبدي" وتمزيق الأمة العربية. هذا ليس موقفاً، بل هو إرث فرعوني برفض الخنوع ورفض أن تكون أرض الكنانة مقبرة للحلم الصهيوني.
صمود من رحم التاريخ.. النيل والاقتصاد في مواجهة عقدة العبيد
هذه العزيمة لا تأتي من فراغ. إنها نفس العزيمة التي تواجه بها مصر حرب المياه على جبهة النيل. فها هي إثيوبيا، بدعم خفي من أعداء الأمة، تبني سداً لـ **خنق الشريان الحيوي لأمة**، في محاولة يائسة للسيطرة على سيد النيل. لكن ورغم كل الضغوط والمكائد، تقف مصر شامخة: **"لا تنازل عن قطرة ماء واحدة"**. إنها معركة وجود، وليست معركة موارد.
وفي الجبهة الاقتصادية، حاولوا استغلال ورقة الديون لـ ترويض الأسد المصري وفرض وصايتهم على قراره. لكنهم نسوا أنهم يتعاملون مع بلد هزم مشاريع الهيمنة على مر العصور. لقد حولت مصر التحدي إلى انتصار، و ( حولت حبل الديون الذي قدموه لخنقها إلى حبل لشنق مخططاتهم ) على ميزان الشراكة مع قوى العالم الجديد.
على حدود رفح.. الجيش المصري ينتظر لتصفية الحساب الأخير
الآن، وصل التحدي إلى ذروته. لم تعد التهديدات الإسرائيلية بالتهجير القسري مجرد كلمات، بل هي جرائم حرب ترى بأم العين على حدود رفح. إنها العقدة ذاتها: عقدة العبد الهارب الذي يريد تدمير بيت سيده القديم ليثبت لنفسه أنه حر.
ولكن الرد المصري كان هو ( التعليمات الميدانية الأكثر بلاغة في العالم) : ( أربعون ألف مقاتل) ، تدعمهم أساطيل من الدبابات والمدرعات والمدفعية، يصطفون على الحدود ليس كحاجز دفاعي، بل **كأقوى آلة حرب شهدتها المنطقة منذ حرب أكتوبر. إنهم لا يحمون حدود مصر فقط، بل يحملون رسالة مصورة إلى قادة الكيان الصهيوني : كل فلسطيني يتم دفعه الحدود بالقوة سيكون هو الشرارة التي ستحرق آخر جندي إسرائيلي في سيناء. هذه ليست مناورة، هذه ( إعلان حرب استباقي) . مصر لا تطلب السلام على حساب كرامتها، بل تفرض السلام الذي يحترم وجودها وكلمتها هي العليا.
النهاية المتوقعة لصراع الأزل
في سهل رفح، حيث تتراص الآليات المصرية العملاقة، يتجدد المشهد التاريخي. ها هو سيد الأرض يقف أمام عبيد الأمس، الذين لم يفهموا بعد أن حرية الأرض تُكتسب بالحق وليس بالسرقة والاغتصاب. مصر اليوم ليست فقط دولة تدافع عن حدودها؛ إنها ( حضارة تدافع عن شرعية التاريخ ) ضد محاولة التزوير الأخيرة. ما يحدث هو فصل جديد من أقدم صراع على الأرض:( صراد الإرادة ضد عقدة العبودية) . وفي النهاية، كما علمنا التاريخ، فإن الإرادة المصرية هي من تنحت النصر من صخر المحن.