من شاطئ أبطال التحدي.. علوم البحار تطلق منتدى التنوع الحيوي برسالة إنسانية: العلم في خدمة المجتمع
الاحد 24-08-2025 | بقلم: محمد سليمان الحوفي |
الإسكندرية - من شاطئ أبطال التحدي المخصص لأصحاب الهمم، حيث تروي الأمواج حكايات الإرادة التي لا تقهر، أطلق المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد رسالته الإنسانية والمجتمعية عبر المنتدى العلمي الثاني لمعمل الهيدروبيولوجي، الذي عقد تحت عنوان "التنوع الحيوي والمخاطر البيئية بين التهديدات والتحديات والتنمية المستدامة"، على مدار يومي 12 و13 أغسطس 2025.
برعاية الدكتورة عبير منير رئيس المعهد، والتي قدمت كامل دعمها لجعل هذا المنتدى منصة متميزة لتوحيد الجهود العلمية والمجتمعية، مثل المنتدى منبراً يجسد قصة التغلب على الصعاب ويمد جسور التواصل مع كافة فئات المجتمع، في إطار الإيمان بأن قوة الأمة تكمن في وحدة نسيجها.
مشاركة واسعة واهتمام مجتمعي
شهد المنتدى مشاركة أكثر من 140 خبيراً وباحثاً من الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الحكومية والخدمية المعنية بالبيئة ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء البيئيين وممثلي القطاع الخاص والمبادرات الشبابية.
وبشراكة استراتيجية مع نادي أجورا وجمعية إنقاذ طفل بالإسكندرية، نجح المنتدى في تقديم نموذج مبتكر للتعاون بين المؤسسات البحثية والمجتمع المدني.
محاضرات نوعية يقدمها خبراء المعهد
قدم المحاضرات على مدار اليومين نخبة متميزة من خبراء المعهد شملت الدكتور منتصر الحمادى من فرع المعهد بالغردقة، والدكتورة إسراء أبو المعاطى من فرع المعهد بالسويس، والدكتور ياسر جنيدى من فرع المعهد بالغردقة، والدكتور أحمد الزينى استشاري بصمة كربونية بفرع المعهد بالإسكندرية.
تصريحات قيادية: العلم جسر إلى المستقبل
أكدت الدكتورة علا عبد الوهاب مدير المعهد للبحر المتوسط و البحيرات الشمالية بالاسكندرية بأن العلم ليس ترفاً.. بل هو قارب النجاة لمستقبل الأمة، وسفينتنا التي تبحر بنا نحو تنمية وطنية شاملة" فيما اكدت الدكتورة جيهان الزقم رئيس شعبة البيئة البحرية أن هذه المنتديات تمثل جسراً حقيقياً بين البحث العلمي واحتياجات المجتمع، وتحول المعرفة إلى حلول عملية للتحديات البيئية، وتساهم في بناء جيل جديد يقدّر العلم كما في الدول المتقدمة.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد حنيش رئيس معمل الهيدروبيولوجى ورئيس المنتدى أن البحوث لا تقتصر على الأوراق العلمية، بل تتحول إلى مشاريع تنموية حقيقية تساهم في تحقيق رؤية 2030 للتنمية المستدامة.
كما أكدت الدكتورة إيمان سلام رئيس جمعية إنقاذ حياة طفل على أهمية الدور الذي يلعبه المعهد في نشر الوعي البيئي والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.
محاور المنتدى والتوصيات
تمحورت جلسات المنتدى حول قضايا حيوية تشغل المجتمع العلمي مثل نفوق الشعاب المرجانية وآثارها على البيئة البحرية، والأعشاب البحرية بين المخاطر البيئية وآفاق الاستدامة، والعوامل المؤثرة في التنوع البيولوجي البحري، وتحديات البصمة الكربونية وآثارها المناخية.
وخرج المنتدى بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تشمل تعزيز التشريعات البيئية وتفعيل آليات الرقابة، وزيادة الاستثمار في أبحاث التنوع الحيوي، وإدماج مفاهيم الاستدامة في المنظومة التعليمية، ودعم مشروعات الاقتصاد الأخضر والأزرق، وتطوير برامج بناء القدرات المحلية.
ختام ميداني على شواطئ الإسكندرية
قام مقرر المنتدى الدكتورة هالة طه، في ختام الفعاليات، بالتوجه بالوفود والسادة الحضور إلى أحد شواطئ الإسكندرية، حيث أبلغوا رسالة حكومة مصر و وزير قائد بأن هناك إرادة مسئول جعل من هيئات وزارة البحث العلمي قوارب علم تسري في عروق المجتمع لنشر الوعي وغرس محبة الوطن.
وشكلت هذه الخطوة ختاماً عملياً رمزياً للحدث العلمي وتأكيداً على انتقال العلم من القاعات إلى الميدان وتجسيداً حياً لرسالة المعهد المجتمعية ونموذجاً للتكامل بين البحث العلمي والتوعية المجتمعية.