غزة في دائرة اليوم: معاناة إنسانية مستمرة وآمال متجددة للسلام
الثلاثاء 24-6-2025 | بقلم : حماده ربيع أبو أذدحمد |
كان اليوم، الثلاثاء 24 يونيو 2025، يومًا آخر من التحديات الإنسانية الكبيرة في قطاع غزة، حيث استمرت فصول المعاناة في ظل دعوات متجددة لوقف إطلاق النار وبصيص أمل ببدء مفاوضات جديدة.
الواقع الميداني في غزة لا يزال مأساويًا. فوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، قُتل 79 فلسطينيًا وأُصيب 289 آخرون خلال آخر 24 ساعة نتيجة للضربات الإسرائيلية. هذه الأرقام، التي تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الخسائر البشرية، تؤكد على حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها السكان المحاصرون. كما ذكر مسعفون وسكان أن قوات إسرائيلية قتلت 29 فلسطينيًا على الأقل في القطاع، وأمرت بعمليات إجلاء جديدة اليوم، مما يشير إلى استمرار العمليات العسكرية وتفاقم نزوح السكان.
في خضم هذه الأوضاع، جاءت دعوة زعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، لـوقف الحرب في غزة بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار مع إيران، مؤكدًا أن "الوقت حان لإنهاء هذا الأمر واستعادة الرهائن". هذه الدعوة من داخل إسرائيل تعكس تزايد الأصوات المطالبة بإنهاء الصراع والبحث عن حلول سياسية، لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار سقوط الضحايا.
على الصعيد الدبلوماسي، شهد اليوم تنسيقًا مصريًا-قطريًا مكثفًا بهدف وقف إطلاق النار في غزة. عودة "مفاوضات غزة" للحياة تُعد بصيص أمل هامًا. وقد طالبت مصر إسرائيل بإرسال وفد رسمي إلى القاهرة، في خطوة تشير إلى جدية الجهود المبذولة لإعادة إحياء المحادثات. هذه التحركات الدبلوماسية تُعول عليها كثيرًا لكسر الجمود والتوصل إلى اتفاق ينهي القتال ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
ومع ذلك، لم يخلُ اليوم من الأحداث التي تذكر بضراوة القتال. ففي تطور ميداني مؤسف، قُتل 3 عسكريين إسرائيليين وأُصيب 7 آخرون إثر كمين في قطاع غزة. هذا الحادث يؤكد على استمرار المواجهات والخطورة التي تواجهها القوات على الأرض، حتى في ظل الحديث عن وقف إطلاق نار إقليمي.
في المجمل، كان اليوم في غزة مزيجًا من المعاناة المستمرة والأمل المتجدد. فبينما استمرت الأزمة الإنسانية في التفاقم، بدأت الجهود الدبلوماسية في اكتساب زخم جديد، مما يفتح نافذة صغيرة لإمكانية التوصل إلى حل ينهي هذه الأزمة الطويلة. يبقى التركيز على ضرورة وقف إطلاق النار الدائم، وتأمين وصول المساعدات، وإطلاق سراح جميع الرهائن، كخطوات أساسية نحو بناء مستقبل أفضل لسكان غزة.