تصعيد وتهدئة حذرة: يوم في قلب التوتر الإيراني الإسرائيلي
الثلاثاء 24-6-2025 | بقلم : حماده ربيع أبو أذدحمد |
شهد اليوم، الثلاثاء 24 يونيو 2025، يومًا محوريًا في ديناميكية العلاقة المتوترة بين إيران وإسرائيل. فبينما كانت المنطقة تترقب تداعيات التصعيد الأخير، جاءت تأكيدات ودعوات للالتزام بوقف إطلاق النار، لكنها قوبلت بتصريحات متضاربة تعكس هشاشة الوضع.
صباح اليوم، أكد وزير الخارجية المصري لنظيره الإيراني على الضرورة القصوى لالتزام الطرفين الإسرائيلي والإيراني باتفاق وقف إطلاق النار. هذا التأكيد المصري يعكس الدور المحوري الذي تلعبه القاهرة في محاولة احتواء الصراع ومنع انزلاقه نحو مواجهة شاملة. من جانبه، جاء رد وزير الخارجية الإيراني ليؤكد على احترام بلاده لسيادة دول الخليج والتزامها بمبدأ حسن الجوار، مع الإشارة إلى الاتفاق على مواصلة العمل لخفض التصعيد. هذه التصريحات، وإن حملت نبرة تهدئة، لم تمحُ تمامًا حالة عدم اليقين.
ففي الوقت الذي سعت فيه الجهود الدبلوماسية لتثبيت الهدوء، وردت تصريحات إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي بأن إيران فقدت القدرة على تخصيب اليورانيوم. هذه المزاعم، إن صحت، قد تمثل تحولًا كبيرًا في ميزان القوى النووي، وقد تزيد من حدة التوترات المستقبلية. في المقابل، جاء إعلان وزير الصحة الإيراني عن سقوط 606 قتيل منذ بدء القصف الإسرائيلي على البلاد ليعكس الثمن البشري الفادح لهذا التصعيد.
ولعل أبرز تطورات اليوم كانت التصريحات الحادة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي أعلن أن الجيش وصل إلى "نهاية فصل مهم، لكن الحملة على إيران لم تنته بعد". هذه العبارة تحمل في طياتها نذر تصعيد مستقبلي، وتشير إلى أن التهدئة الحالية قد تكون مجرد وقفة لالتقاط الأنفاس وليست نهاية للمواجهة.
على صعيد آخر، استمرت تداعيات الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر أمس. فقد أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لأمير قطر عن أسفه للهجوم، مؤكدًا أن قطر لن تكون رأس حربة لأي تصعيد. هذه الخطوة الإيرانية تُعتبر محاولة لاحتواء تداعيات الهجوم على العلاقات مع دول الخليج، لا سيما مع الأخذ في الاعتبار أهمية قطر كشريك إقليمي ودولي.
في واشنطن، سادت حالة من الانقسام في الولايات المتحدة وسط انتقادات ديمقراطية وجمهورية في الكونجرس بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. هذا الانقسام يعكس عمق الخلافات في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، ومدى تعقيد الموقف الذي تواجهه الإدارة الحالية.
في المجمل، كان اليوم شاهدًا على محاولات حثيثة للتهدئة، لكنها لم تخلُ من التوترات والتصريحات التي تحمل بذور تصعيد جديد. يبقى الوضع الإيراني الإسرائيلي على صفيح ساخن، مع استمرار الحذر الدولي والجهود الدبلوماسية لمنع انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع.